الأربعاء، 16 أبريل 2008

الأيزيدية تاريخ وواقع وتحليل

يشكل الأيزيديون نحوى 2.5% من نفوس العراق وحوالي 10% من نفوس الكرد في كردستان الجنوبية(كردستان العراق) حالياً وهو جزء أصيل من شعوب ميسوبوتاميا أي من السكان الأصليين لبلاد الرافدين , حيث ورد ذكرهم وذكر معابدهم في المكتشفات ألأثرية البابلية ولعل أهمها نموذج للمعبد ألأيزيدي الموجود حالياً في متحف بركَامو في برلين تحت عنوان (Ezidyen Templ in borsiba) أي المعبد ألأيزيدي في بورسيبا , المدينة التي كانت قريبة من بابل وفي الجهة الثانية من أيساكيلا معبد الالة ألأكبر أو رئيس الآلهة البابلي مردوخ راعي أحتفالات الزغموك لرأس السنة البابلية ,التى كانت تبدأ في اليوم الاول من نيسان ولمدة شهر كامل ولكى لانتعمق أكثر في التاريخ ونختار اللطم لاالحكم . لكنه نعود قريبا الى الوراء لقد كان الجزء الأكبر من الاكراد أيزيديون و تركوا ديانتهم الأصلية بحد السيف . حيث لايخلو جبل من جبال كردستان من اسماء أيزيدية أصيلة كأسم شاسوار أو كرجال او بيرموس أو بيرافات أو بيرسن أو بيرس وحتى حجر الطاوس(برى تاوسى) والاهم من كل دلك هو وجود معبد الايزيدية الاكبر لالش النورانى في كردستان الجنوبية . هدْه دلائل دامغة على عراقة و اصالة الشعب الايزيدي ،اي ليس من الشعوب المهاجرة ولا الغازية لابطبيعته ولا حتى بثقافته وكل مايملكه الايزيدية من حظارة دينية أوعادات وتقاليد نابعة ومشتقة من الواقع التاريخي ومجرياتها ,وليدة الواقع وجذورها في الاعماق. ولهذا السبب تعتبر الايزيدية مرآة عاكسة للعمق التاريخي أو بالأحرى متحف حضاري لكنه حي وشامخ. ولنا الشرف أن نقول ان الايزدياتي هو ناتج تاريخي و حضاري لتراث ميسوبوتاميا. والغرض الرئيسي لهذه النبدة التاريخية ,هو لسببين الاول لتذكير الأخرين بعدم إهمال حقوق ألأيزيدية لأنه ليس لأحد فضلٌ علينا بل لنا الفضل الأكبر عليهم كأكراد وكعراقيين , حافظنا على الكلمة الكردية لابل قدسناها وحملنا حضارة بلاد الرافدين ,الأولى في صدورنا والثانية في عاداتنا وتقاليدنا . والسبب الثاني هو لتذكير الأيزيدية عامة بأن الوطن هو جزء أصيل من الأيزيدياتي والتمسك به هو بحد ذاته فرض وعبادة لإحتضانه معبدنا المقدس لالش النوراني . أما بخصوص الواقع الفكري والسياسي الأيزيدي ,لايخفى إنهم منقسمون الى فرق وأتجاهات متعددة أهمها :كوادر الأتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكوردستاني وهم بلا شك ناس يؤمنون بأنتمائهم الى القومية الكردية ويدافعون عن الحقوق القومية الكردية ومنهم من ناضلوا في صفوف الحزبين الكرديين وقدموا تضحيات جسام في هذا الدرب وهم ايضاً ينقسمون الى مجموعتين فكريتين الأولى تدافع عن القومية الكردية وبتجرد اي دون الأهتمام بالحقوق الثقافية والدينية الأيزيدية حفاظاً على مصالحهم ومكتسباتهم الشخصية اوالعائلية ومنهم الذين تجحفلوا مع هذه الشريعة وواكبوا الركب وصعدوا بسرعة البرق لأنهم يجيدون الصنعة دون منازع وفي كل زمان ومكان , فلا أرى فائدة من الأستنجاد بهم . اما المجموعة الثانية والتي تؤمن بالربط الجدلي والأصيل بين الكردياتي والأيزيدياتي وصهرها في بودقة فكرية وايديولوجية واحدة بحيث يبنون افكارهم القومية على اسس الفلسفة الأيزيدية لكون الأخيرة تعتبر العمق الحضاري لبناء قاعدة فكرية كردية أي ما يسمى (كردياتي) وبذلك يكون الجزء في خدمة الكل , والتكامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الغايات والبديل الكفيل لسعادة الجميع . ولهذا يعملون جاهدين في رقي الحس القومي بكل ابعاده الروحية والفلسفية لعلهم يرون النور في نهاة النفق .2ـ مجموعات اخرى مثقفة ونخبوية وهم يملكون طاقات فكرية وإبداعية خلاقة لايستهان بها يجيدون قراءة الواقع , ولهم ثقل كبير على تحريك الشارع وكذلك يلعبون دورا مهماً على الساحتين السياسية والأجتماعية , وهم ايضاً ينقسمون الى مجموعتين الأولى تمتلك القلم والفكر والضمير وبذلك يمثلون بحق وحقيقة وجدان الأمة يدافعون بكل الوسائل المتاحة عن حقوق الأيزيدية وفي كل الميادين والمناسبات , وعلى كل المنابر الإعلامية المتوفرة نرى أصواتهم شامخة واقلامهم حادة يبحثون عن الحقيقة ويدافعون عنها . ممكن تسميتهم حلاجيون وكونفوشيسيون يدافعون عن الحقيقة حتى ولو كانت مرة , وعظماء على قول كونفوشيوس (الحقيقة مرة والعظيم من يظهرها) , وهم سعداء مع كل لحظات حياتهم لأنها بالكلمة الصادقة تكسب الحياة معناها الحقيقي, مستنيرين بذلك من التراث الأنساني الخالد و روح لأيزيدياتي القائلة (شيرى راستيى ل ناف جافيت براى اخرتى بدة) لكن اقولها مرة اخرى سيف الحق لاسيف الباطل . كما يفعل البعض الذين يحاولون الأصطياد في المياه العكرة.اما المجموعة الثانية فهم ايضاً كوادر مثقفة لكنها انتهازية متأرجحة متملقة يبحثون على الأصطفافات تارة مع كوادر إحدى الحزبين المذكورين أو كليهما يصفقون ويمدحون. او توقيع صفقات تحت العباءة ,وتارة التقرب الى عائلة الإمارة يهفون مواقدهم او كالفرزدق يمدحون لكن للله الحمد لا يجيدون لغة الشعر واخرى يتقربون الى سجادة ملك فخردين(ع) مع كل إعتزازي لتضحيات هذه العائلة الكريمة لعلهم يحصلون على صكوك الغفران فهذه المجموعة الأخيرة مع المجموعة الأولى من أولاً ليسوا سوى نمور من الورق وعمالقة من صلصال لن ينجوا من أقلام الأحرار.أما المجموعة الثالثة أي اكثرية العوام او ما يسمى بالمصطلح السياسي الأكثرية الصامتة لاحول لهم ولا قوة , ومن الأجدر ألتحام هذه المجموعة مع المجموعة الثانية من اولاً والمجموعة الأولى من ثانياً لتشكيل كيان أو إطار سياسي ليس بالضرورة أن يكون حزبياً بل على هيأة مجتمع مدني أو اى منظمة ديمقراطية الغاية الوحيدة هو توحيد الخطاب الأيزيدي وسحب السجاد من تحت أقدام الأنتهازيين لعلها السبيل الوحيد والبديل الأمثل لمعالجة الداء ونيل الحقوق.أعتذر عن الأخطاء الإملائية لكون كتابتي المفضلة هي الكردية الاتينية.

ليست هناك تعليقات: